أخبار وطنية صناعة الارهاب وفن المراوغة
بقلم المؤرخ عميره عليّه الصغيّر
جماعة الغنوشي وما شابههم في دينهم من حُزيبات وجمعيات هم أيضا دخلوا جوقة التنديد بالارهاب والتبرّؤ منه وحتى أضحوا يسبقون بقية القوى في ادّعاء التظاهر ضدّه. لن نعيد ونكرر ما يعرفه كل متتبع صادق لتاريخ استشراء الارهاب والفكر التكفيري في تونس ومنذ عودة نشاط جماعة النهضة للسطح وانفلات المجموعات المتطرفة المحلية والمستوردة وذاك مع أواخر 2011.
ادعاء الايمان بالديمقراطية وبالسّلمية في التعامل مع المجتمع ومع المعارضين هو خدعة كبرى للتمكّن والسيطرة على دواليب الدولة وجعل "الامن مضمون" و"الجيش مضمون" و"الاعلام مضمون" و"التعليم مضمون" وقلب الموازين.
فلنتمعّن المنطلقات لجماعة النهضة (لا يغرّنكم المصادقة على الدستور فهو كان تحت ضغط الشارع وكما قال الغنوشي النص لا معنى له ويطبقه الأقوى) والجماعات السلفية الأخرى التي تتحمّل وحدها الارهاب.
بماذا يؤمنون كلهم: بضرورة ارساء دولة السلف، دولة الخلافة، دولة تطبيق الشريعة، دولة أصحاب الحل والعقد من الائمة والشيوخ ومراقبي ضمائر البشر ويرفضون ما تقوم عليه الانظمة الديمقراطية والحديثة اي ان تكون السيادة للمواطنين وليس للحاكمية الالهيّة وان تكون القوانين الوضعية هي الاساس وليس الشريعة واجتهادات من يسمونهم علماء وفقهاء وان تكون الجوامع ودور العبادة للتعبد لا لممارسة السياسة و"الاسلام دين ودنيا" كما يصورّون...
المنطلقات واحدة لكل التيارات والفرق الدينيّة، هي تمارس الارهاب الفكري والعقائدي والمادي مستغلة جهل الناس ومحافظتهم وفقرهم وموظفة الاموال الطائلة التي تأتيهم من مستخدميهم الخارجيين... لافشال نهضة الشعوب و لخدمة مصالحهم... تجار الدين هم اساس الارهاب وهم مجرموه مهما حاولوا التقيّة والمراوغة... ولنراجع كل الجرائم الارهابية التي وقعت والتي ستقع فسنجد لهم يدا فيها حتى وان يحاول الاغبياء تبرئتهم.